بساط الريح (Arabic Edition)
مَا أَكْثَرَ مَا تَحْوِيهِ بِلَادُ الْهِنْدِ الْعَظِيمَةِ مِنْ بَدَائِعِ الْآثَارِ، وَعَجَائِبِ الْأحَادِيثِ وَالْأخَبَارِ، وَرَوَائِعِ الْأسَاطِيرِ وَالْأسَمَارِ. وَقَدِ اخْتار الكاتب — فِي هَذِهِ الْمَرَّةِ — أسُطُورَةً مِنْ أَشْهَرِ أَسَاطِيرِهَا، وَزَهْرَةً مِنْ أَنْضَرِ أَزَاهِيرِهَا؛ لِتَرَى فِيهَا آيَةً مِنْ آيَاتِ الْهِنْدِ الْفَرِيدَةِ، وَرَائِعَةً مِنْ حِكَمِهَا الرَّشِيدَةِ. وَإِلَيْكَ مَا أَثْبَتَهُ رَاوِي هَذِهِ الْأسُطُورَةِ، قَالَ: عَاشَ فِي قَدِيمِ الزَّمَانِ، سُلْطَانٌ عَظِيمُ الْقَدْرِ وَالشَّأْنِ، اسْمُهُ السُّلْطَانُ مَحْمُودٌ . كَانَ السُّلْطَانُ مَحْمُودٌ مَعْرُوفًا — بَيْنَ سَلَاطِينِ الْهِنْدِ وَمُلُوكِهَا — بِالذَّكَاءِ وَنَفَاذِ الرَّأْيِ وَبُعْدِ النَّظَرِ وَرَجَاحَةِ التَّفْكِيرِ، وَبَرَاعَةِ التَّدْبِيرِ. وَكَانَ — إِلَى هَذِهِ الْخِصَالِ الْحَمِيدَةِ — مَفْتُونًا بِاقْتِنَاءِ التُّحَفِ النَّادِرَةِ، كَلَّفَهُ ذَلِكَ مَا كَلَّفَهُ مِنْ جَهْدٍ وَمَالٍ.