العاصفة (Arabic Edition)
لَعَلَّكَ تَعْرِفُ — أَيُّها الْقارِئُ الصَّغِيرُ — اسْمَ ذَلِكَ الْبَحْرِ الْكَبِيرِ الَّذِي يَفْصِلُ الْقارَّةَ الْإِفْرِيقِيَّةَ عَنِ الْقارَّةِ الْأوُرُوبِّيَّةِ. وَلَعَلَّكَ قَدْ وَقَفْتَ — ذاتَ يَوْمٍ — عَلَى شاطِئِ هذا الْبَحْرِ الْعَظِيمِ، وَرَأَيْتَ ماءَهُ الْأزَرَقَ! فَإِذا كُنْتَ لَمْ تَرَ هذا الْبَحْرَ فِي حَياتِكَ — مَرَّةً واحِدَةً — فَما أَحْسَبُكَ تَجْهَلُ اسْمَهُ؛ فَقَدْ أَخْبَرَتْكَ بِهِ كُتُبُ الْجُغْرافِيةِ. لَعَلَّكَ تَذْكُرُ الْآنَ اسْمَ هذا الْبَحْرِ الْواسِعِ الْعَمِيقِ، هُوَ« الْبَحْرُ الْأبَيَضُ الْمُتَوَسِّطُ » . وَلَعَلَّكَ تَعْرِفُ — إِلَى هذا — أَنَّ فِي ذَلِكَ الْبَحْرِ كَثِيرًا مِنَ الْجَزائِرِ! عَلَى أَنَّ الْجَزائِرَ الْكَثِيرَةَ لا تَعْنِينا فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ. إِنَّما تَعْنِينا جَزِيرَةٌ واحِدَةٌ كانَتْ بَيْنَ إِيطالِيا وَتُونُسَ. فَلْأحُدِّثْكَ بِما وَقَعَ فِي تِلْكَ الْجَزِيرَةِ.